شرق عدن

تأتي رواية "شرق عدن" للروائي الأمريكي "جون شتاينبيك" من ضمن سلسلة روائع القصص العالمية بعد ترجمتها عن النص الإنكليزي إلى اللغة العربية، وجاءت هذه السلسلة باللغتين العربية والإنكليزية بهدف تمكين طالب المعرفة من إجادة هذه اللغة قراءة وكتابة وفهماً ومحادثة، إضافة إلى ملحق تدريبات تعين الطالب على عملية الفهم والإستيعاب الصحيح فيما يخص اللغتين العربية والإنكليزية في آن. في هذا العمل يطرح الروائي شتاينبيك مفهوم الخير والشر في حياة الناس، فنكتشف معه تلك الأفكار التي جزء منها قصة وجزء آخر تاريخ شخصي. إنها تروي قصة عائلتين أمريكيتين تعيشان في كاليفورنيا بين عامي 1862 و 1918م. في ذلك الوقت كانت أعداد المهاجرين القادمين من أوروبا إلى أمريكا تتزايد وكان الكثيرون منهم فقراء، وكانوا يأملون في فرص أفضل في البلاد الجديدة. وبين هؤلاء المهاجرين كان أجداد المؤلف: سامويل وليز هاملتون. ومثل كثيرين آخرين، تحرك هذان إلى غرب البلاد بحثاً عن أرض. هناك، ربيا تسعة أطفال، بما فيهم أم شتاينبيك، في مزرعة فقيرة. فنسمع صوت شتاينبيك نفسه وهو يتكلم عن ذكرياته في وادي ساليناس، ويعلق على الشخوص الأخرى. ويقيم آدم تراسك وزوجته كجيران لعائلة هاملتون. وعلى النقيض من عائلة هاملتون، كانا أثرياء. فيشتري آدم مزرعة جيدة في وادي ساليناس ويخطط في خلق عدن جديدة لعائلته ..." ومن خلال عيني آدم يطرح الروائي مواضيع أخلاقية تتعلق بالعلاقة القاسية والمهنية التي كان يتلقاها شعب أمريكا المحليين من المستوطنين الأوروبيين التي تؤدي إلى القتل في أكثر الأحيان، وهنا يطرح أسئلة تتعلق بالحرب خاصة به وحده، لكن الموضوع الأكثر أهمية هو أسئلة شتاينبيك عن الطبيعة البشرية يقول "هل ولد بعض الناس خيرين وولد آخرون أشراراً؟ وهل يمكنهم أن يغيّروا الطريقة التي هم عليها؟". وهنا يشير المؤلف إلى قصة قابيل وهابيل القديمة، أبنا آدم وحواء، حيث يمكننا كقراء أن نرى موازيات بين هذه القصة وقصة الأمريكيين المعاصرين. هناك غيرة بين أخوين اثنين: تشارلز وآدم، وكال وهارون. فيعاني إثنان من هذين الولدين نَبْذَ والد، ويبحثان عن الإنتقام. سنقرأ في هذه الرواية أيضاً عن "كايثي آيميز" التي "وُلدت بلا عطف ولا ضمير. لقد جعلها وجهها الصغير على شكل قلب وعيناها الزرقاوان المتباعدتان إحداهما عن الأخرى تبدو بريئة. ولم يرَ أحد الشر في روحها". فهل ستُمرِّر هذه الميزة إلى ولديها، أم أنهما سيختاران بحرية أن يعيشا حياة خيّرة أو شريرة؟ الكتابة عن هذه الأسئلة التي لا يحددها زمن، أكدت مكان "جون شتاينبيك" كواحد من روائيي أمريكا العظماء.