لا توجد امرأة باردة جنسياً بالطبيعة إلا ما ندر. فكل النساء مولودات دافئات قابلات أن يصلن للنشوة الجنسية حتى بدون إيلاج. كل النساء يملكن الاستعداد الفط ري أن يبلغن الذروة الطبيعية أكثر من مرة في كل معاشرة هذه هي القناعة التي خرجت بها المؤلفة من خبرتها الأكاديمية والعلمية بشأن البرود الجنسي عند المرأة. إن الأبحاث العلمية بشأن برود النساء تعطي مؤشراً عالياً جداً بأن برودة المرأة الجنسية سببها الأول نفسي. فهناك ظروف قديمة متراكمة أو ظروف حديثة معتملة. هناك مشكلة ملموسة ظاهرة للعيان. أو مشكلة مدفونة في القلب أو قابعة في اللاوعي هي التي خلفت هذا التفاعل الميت مع المشاعر الطبيعية وولدت مشكلة البرود. وعلى الرغم مما أولى به الطب وأصحاب المهن العضوية والبيولوجية من تفسيرات وحلول حول البرود الجنسي عند النساء، إلا أن التعامل البيولوجي تفسيراً وحلاً كان ضعيفاً جداً على مستوى الأرقام. أن البرود الجنسي عند النساء هو آخر ما تم تناوله من موضوعات صندوق الجنس الذي ظلّ مقفولاً رهطاً من الزمن عند أغلب المجتمعات. وإن كان موضوع العجز الجنسي عند الرجال قد حظي بالدراسة مبكراً أكثر من موضوع برود النساء. حديثنا السابق كان بشأن الجنس بشكل عام، أما بالنسبة لبرود النساء فلا يوجد أي تطرق علمي له في الوطن العربي. ومن هذا المنطلق الإفتقاري لهذا العلم جاء تساؤل المؤلفة الأول لذاتها وهي تهمّ بكتابة هذا الكتاب: هل تطرح موضوع برود النساء بقالب علمي صرف أم تطرحه ليكون مهضوماً لعقل القارئ العام. فكان القرار كالتالي: إن علم الجنس لن يأخذ مكانة بين باقي العلوم التي تعالج في المحافل العلمية عندنا إلا بعد فترة لا يعرف مداها. وإن إحتياج الإنسان العام للمعلومة أكثر من احتياج المتخصص، باعتبار أن المتخصصين المتعلمين تعليماً عالياً ممكن أن يستقوا المعلومة من المصادر الأجنبية. لذا كان قرارها أن يكون هذا الكتاب للعامة مع المحافظة على الإطار العلمي سواء باللفظ أو المصادر. باختصار انه طرح علمي مبسط لمشكلة البرود الجنسي عند النساء حاولت فيه المؤلفة أن تطرح الرؤيا العلمية الغربية من خلال الظروف الخاصة بتركيبتنا الشرقية المتميزة سواء من ناحية طرح التفسيرات والتحليلات أو إعطاء العلاجات.